الطريق المختصر لعلاقة طويلة بين المصمم والعميل

الطريقة التي نتناول ونعالج بها أعمال مشاريع التصميم قد تشابه الطريقة التي نتعامل فيها مع العلاقات السريعة. المشاريع الجديدة يمكن أن تكون ممتعة و مثيرة ويمكننا ايضاً التحدث عن حلول تفصيلية لاحتياجات العميل ، لكن كم هي المرات التي نخلق فيها علاقة صحيحة مع العميل؟
الأعمال التفصيلية الخاصة بالمشروع لها مكانتها وقيمتها، لكن مثل هذا الإطار الزمني العابر " زمن انجاز المشروع " يعني أننا في الغالب لا نأخذ فرصتنا في التعمق مع عملائنا و إجراءات مشاريعهم مما يجعل العمل في مشروع التصميم غير مرضي ولا يلبي رغبات الطرفين.
إذا كيف يمكننا التأكد من أن أساليب العمل و الاجراءات التي نتبعها مفيدة لنا و لعملائنا؟

 

العلاقات الهادفة و ذات المعنى تستغرق وقتاً

عندما يتعلق الأمر بإنجاز التصميم فإننا غالباً ما نُعطى مدة زمنية محدودة للحصول على فهم كامل لعملائنا و للوصول لحقيقة أن طرق معالجتهم لمشاريعهم تختلف عن طرقنا والعكس صحيح. و هذه المحدودية في الزمن التي تأتي مع المشاريع غالباً ما تضعنا نحن المصممون في مزاج ملاحقة لفهم المنظمة، حيث أن فهم منظمة ما بكاملها من البداية إلى النهاية يعتبر مهمة صعبة جداً ، و حتى خبير مقابلات متمرس لا يمكنه تعلم و معرفة كل القصة من مقابلة واحده. و هناك أيضاً بناء الثقة وهو أمر يحتاج إلى وقت كاف ليتم ، وإلى أن تُبنى هذه الثقة فإن العميل يختبيء من التحديات الحقيقية التي يواجهها و سيشاركك فقط بالوجه اللامع و البراق من مشروعه التجاري.

ومن هذا الوضع المربك نأخذ نحن المصممون أبحاثنا ثم نطبق فهمنا المحدود للمشروع التجاري الذي لا نعمل فيه، لصنع حلول نادراً ما نراها تُطبق و تستخدم بشكل يومي. وقد يتم إغواؤنا بوهم البساطة والتصميم ضمن حدود ملخص التصميم بدلا من الأخذ بعين الإعتبار تعقيد المشروع التجاريالذي نصمم له ككل  وأنه سيتأثر بما نصنعه من تصاميم.
و يجب أن نعرف كمصممين أنه من المهم جداً بحث و اختبار الأفكار لقيمتها الإستراتيجية تجارياً بنفس القدر لخصائصها الجمالية.

ثم هناك عقبة أخيرة و هي أن قيمة التصميم يتم تحديدها فقط من خلال أداء هذا التصميم في الواقع بعد الانتهاء منه و تطبيقه، لكنه و لأن نهاية المشروع تعني غالباً انقطاع العلاقة بين المصمم و العميل فأنه من الصعب الحصول على تغذية راجعة ذات معنى حول نتائج التصميم.

إذا كنا لا نفكر في التأثير الذي يصنعه عملنا التصميمي على المشروع التجاري و نقيم النتائج فهل بإمكاننا الشعور بالثقة أن تصاميمنا تحقق تحسينات طويلة المدى لعملائنا؟

 

هل يمكننا تحقيقها ؟

من الطرق التي يمكن اتباعها للحصول على شيء ذا معنى يكون بالنظر في الطريقة والمنهج الذي تتبعه في علاقتك مع عميلك. هل تعامله كخبير في تخصصه سيساعدك في تقديم أفضل حل ممكن أم تعامله كشخص ستحاضر عليه حول التصميم؟ هل تصميمك يأخذ بعين الإعتبار الإستراتيجيات العامة للمنظمة التي تصمم لها أم أنك تختار فقط المحاور التي تناسب حلولك المفضلة؟
هل تبقي التواصل قائماً مع عميلك لرصد النتائج المنجزه أم تنتقل فقط لتدرس ردة الفعل على المخرجات البصرية فقط؟

أعتقد أن الأمر يتلخص في قيم مثل الإنفتاح و الوضوح و الإحساس. فهل تستمع لعميلك؟ هل أنت صبور و متعاطف؟ هل أنت ملتزم و يمكن الإعتماد عليه؟
صحيح أنه لا يمكنك إجبار العميل للدخول في علاقة مثمرة معك، إلا أن ممارسة هذه المهارات بشكل مستمر يمكن أن يشجع على الإنفتاح الذي نحتاجه من العملاء كمصممين. و كمصممين يمكننا فقط تغيير الطرق التي نعامل بها أعمالنا ونأمل أن نؤثر على أولئك الذين نعمل معهم.

الفرصه تكمن في النظر إلى الإجراءات التي نتبعها بنظرة متجدده و التودد للعملاء المنفتحين لبناء علاقات أوسع معهم.

 

الأفضل دائماً يتحقق عندما نكون معاً

تطوير علاقة طويلة المدى مع الناس الذين أعمل معهم أدّى إلى تحسين التصماميم التي أنتجها ، و الكثير من الفرص التي لم تخطر على عقلي و على عقل عميلي عندما بدأنا في العمل معاً أصبحت متوفرة الان لأن لدينا ثقة أعمق وفهم أكبر لبعضنا.

طُلب مني قبل فترة تصميم مواد ترويجية ليوم مفتوح لمؤسسة كجزء من حملة التوظيف الخاصه بهم. وتم  وضع الكثير من الجهد في هذا اليوم الواحد لدرجة أننا عمينا عن الإمكانيات لكل الأساليب الأخرى المتاحه لتحقيق الهدف الأكبر. وحالما تعرفت على مشروعهم التجاري اكتشفت هذه القضية وعملت معهم لتعديل تركيزهم من التركيز على ما يحتاجون لصنع يوم مفتوح مميز إلى التركيز على الأدوات التي من شأنها أن تسهم بشكل مفيد في التوظيف. و لأني كسبت ثقتهم و كان بإمكاني توصيتهم بناء على ما يحتاجه عملهم فقد دعموني ووسعوا نطاق مهمتي حتى أتمكن من مساعدتهم بشكل أكبر.

أن تكون شريكاً جيداً تعتبر مهارة مكتسبة بالتعلم وهي مهارة يمكن تحسينها بالممارسة و التطبيق. وهذه المهارة ليس لها حلول سهله أو قواعد ثابته و في طريق تعلمها و تطبيقها من المحتمل جداً أن تشعر بالأرتباك و الإحباط في بعض الأحيان ! ومهم جداً أن لا تسلّم أبداً بأن اجراءات التصميم التي تتبعها هي الأفضل لعميلك.


كمصممين جميعاً نعلم كم هو رائع ذلك الشعور عندما نصنع عملا تصميماً عظيماً ، و معرفة كيفية تطوير علاقة جيدة مع عملائك هو جزء حاسم من هذا التكوين.


النص الأصلي: sexdrugshelvetica.com
ترجمة بتصرف: عبدالله الجهني

Previous
Previous

لم التصميم الإحترافي للشعارات يكلف أكثر من خمس دولار

Next
Next

كيف تحصل على المزيد من الأفكار الإبداعية