كيف تكسب ثقة عميلك و تحد من التغييرات الغير منطقية في التصميم

كثير من المصممين يعيشون سيناريو ذلك العميل الذي لا يتوقف عن طلب تعديلات أو اضافة متطلبات لمشروع التصميم لدرجة الخروج عن إطار المشروع المتفق عليه في البداية. هذه المشكلة ليست حكراً على المصممين فقط لكنها تمتد لأغلب المشاريع في المجالات الأخرى والدارسين في علوم إدارة المشاريع يطلقون عليه مصطلح ( Scope Creep ). 

وقبل أن ندخل في سرد الحلول لتجاوز هذه الإشكالية يجب أن نتفق بداية على أن @@نجاح أي مشروع تصميم يقع على عاتق كلاً من المصمم والعميل على حد سواء.@@ اتباعك كمصمم لقواعد معينة وممارسات صحيحة من البداية يقود في الغالب إلى سير مشروع التصميم بشكل صحيح. ولا أبالغ لو قلت أن الجزء الأكبر من المسؤوليه يقع على عاتق المصمم لأنه مقدم الحلول والعميل جاء إليه بمشكلة مجردة، دور المصمم هو إرشاد و توجيه هذا العميل والأخذ بيده نحو إنتاج حل تصميمي صحيح وجيد لتلك المشكلة.

خطوات تجاوز هذه المشكلة في نظري تكمن في التالي:

 

معرض أعمالك أكثر من مجرد صور

كثيراً ما يتم بناء وتصميم معرض الأعمال على شاكلة معرض صور. و هذه الطريقة لا تعطي المعلومات الكافية للعميل حتى يبني قرار التعامل مع المصمم من عدمه بشكل صحيح ومنطقي. 

@@التصميم في أصله أكثر من مجرد شكل جمالي، لكنه عملية ممنهجة للوصول لحل لمشكلة ما أو إيصال رسالة معينة.@@ لذلك عرض النتائج الأخيرة للمشروع دون التطرق للإجراءات التي مر بها المشروع للوصول لتلك النتيجة بالتحديد يعطي المتلقي (العميل) الإنطباع بعشوائية العملية. ويوجه تركيزه إلى القشرة الجمالية للتصميم فقط.

ما أنصحك به للعمل على مشاريع تصاميم ذات أثر هو أن تقود العميل إلى أن يختارك بناء على ثقته في الإجراءات التي تتبعها للوصول للحلول التصميمية وليس فقط في قدرتك على التنفيذ واستخدام برامج التصميم بشكل جيد. وأفضل طريقة للوصول لذلك هو أن تبني معرض أعمالك على شكل دراسات حاله Case Studies، تعرض كل مشروع كدراسة حاله تشرح فيها المشكلة التي أتى بها إليك عميلك وما هي الإجراءات التي إتبعتها للوصول للحلول، من بحث ، وضع المفاهيم ، كيف ولماذا اخترت الألوان، الأشكال، الخطوط … الخ من القرارات التصميمية. شرح هذه التفاصيل تعطي عمليك المستقبلي وضوح حول طريقة عملك وبالتالي الثقة في عملك مما يقود إلى تدخل أقل في عملك كمصمم و تعاون أكثر منه في مراحل البحث والتغذية الراجعة وكذلك سيقوده أيضاً إلى تفهم المدة الزمنية للمشروع و تقدير عملك والقيمة التي تصنعها.

 

ثقف عميلك، واشرح له قراراتك التصميمة

إن كنت قمت بعملك كما يجب في بناء معرض أعمالك كدراسات حالة، فأن العملاء الذين سيأتون إليك في الغالب سيكون لديهم ثقة أعلى بك وبعملك. دورك كمصمم أن تعزز هذه الثقة من خلال العمل معهم - وليس بعيداً عنهم - للخروج بأفضل نتيجة وتصميم. ثقف عميلك حول اجراءاتك وأنها تصب في مصلحته ومصلحة مشروعه التجاري. وعند اتخاذ قرار تصميمي معين - اختيار لون محدد على سبيل المثال - ادعم قرارك بأسباب صحيحة وناقشها معه أول بأول. 

العمل التصميمي تعاوني تكاملي وتذكر أن عميلك لديه علم أوسع وأدق بتفاصيل مشروعه ومشكلته تماماً كما أن لديك علم أفضل فيما يخص التصميم والطريقة الأمثل لحل مشاكل عميلك التصميمية. ولا تنسى أن تدعم و تعزز تواصل أكبر في كل مراحل التصميم. تواصل أكثر يعني تفاهم أكبر وثقة أكبر.

 

اكتب عقداً وحدد المتطلبات والحدود من البداية

ليس هناك أفضل من عقد مكتوب يحدد حدود المشروع ومتطلبات العميل.اكتب ما يتضمنه المشروع من عناصر واكتب أيضا العناصر التي لا يتضمنها المشروع بكل وضوح. حدد عدد التعديلات المتاحة للعميل خلال المشروع ومتى يمكنه تقديم تلك التعديلات. وبالمناسبة نحن نقدم نموذج لعقد يمكنك الإستفادة منه و يمكنك الحصول عليه من هنا.

حسناً هل تحديد المتطلبات من البداية يعني حرمان العميل من فرصة إضافة أو تعديل المتطلبات؟ بالطبع لا، لكن تلك الإضافات تحاسب كعمليات خارج العقد الأصلي وللمصمم الحق في وضع تسعيرة مستقله لها.

 

 نصيحتي الأخيرة للعميل وللمصمم قبله هي أن تكون انتقائياً فيمن تعمل معه و ثق في الإجراءات الصحيحة لأنها هي التي ستصل بك دائما للحلول التصميمية الصحيحة و المثمرة.

 


كتبه: عبدالله الجهني

Previous
Previous

حديث عام حول أنواع التسعير

Next
Next

البحث لفهم المشروع الذي تصمم له