نظرة عامة على إعادة تصميم أيقونة انستقرام

كلام كبير يدور في منصات التواصل الإجتماعي حول إعادة التصميم التي حدثت لأيقونة برنامج الإنستقرام. أراء المتابعين ومستخدمي التطبيق متباينة ، وكثير من الأراء قائمة على معلومات ناقصة عن الإجراءات التي قام بها فريق التصميم في انستقرام لتحديث أيقونة التطبيق. لذلك أحببت أن أوضح بعض النقاط بهذا الخصوص لتكون الأراء مبنية على حقائق ورؤية واضحة

كثير من التطبيقات حدثت تصاميمها إلى تصميم يتبع موضة الفلات إلا أن إنستقرام لم يغير تصميمة الكلاسيكي المشابه لتصاميم تطبيقات الايفون 2007 و اليوم حدث التغيير المنتظر من انستقرام والذي يعد “ أقرب بكثير إلى الكميرات التي يستخدمها الناس اليوم” كما يصفه Ian Spalter رئيس التصميم في انستقرام. 

في أكثر من مقال قرأتها كان الحديث عن أن التصميم احتاج من فريق العمل إلى ما يقارب التسعة أشهر لاتخاذ توجه صحيح لصناعة الايقونه وكان الاهتمام الأساسي منصب على اكتشاف أكثر العناصر التي يميزها الناس من شعار انستقرام القديم و الذي يحمل الكثير من التفاصيل المعقدة والدقيقة.

ما قام به Splater هو أنه طلب من جميع موظفي الشركة في انستقرام أن يرسموا الشعار من ذاكرتهم في أقل من عشر ثوان. Splater يقول ان هذا أعطى فريق التصميم فكرة عن العناصر الأكثر تمييزا من قبل المستخدمين في الشعار القديم و أكثرها ثبات في ذاكرة مستخدمي التطبيق. طبعا الذي اكتشفوه من عميلة البحث هذه أن أكثر ثلاث عناصر هي عدسة الكميرا، شكل الأيقونه المربع ذو الحواف الدائرية وفتحة الرؤية السوداء في الركن العلوي على اليمين. وهو ما تم ترجمته في الشعار الجديد المربع ذو الحواف الدائرية والعدسة والنقطة البيضاء التي تمثل فتحة الرؤية. اما تدرجات الألوان والتي أخذت ببساطة من شرائط الألوان الموجودة في الركن الأيسر للشعار القديم.

بني شعار الإنستقرام في نظري على مبدأين أساسين الأول تبسيط الشكل والعناصر ليكون سهل التذكر وهو أحد قواعد الشعار الجيد، أظنه مبدأ قوي جدا والتوجه الذي تم هنا في صناعة الشعار من خلال التمرين الذي طلب من الموظفين أجده رائع جدا بحيث يتم بناء الشعار على دراسة حقيقية وواقعية و تحتفظ لك بجوهر الهوية كما هو. 

اختيار الألوان ( والمستقاه من الشعار القديم ) بهذه الحده أظن الهدف منه تمييز الأيقونه وسط سيل الأيقونات الأخرى التي تملأ شاشات المستخدمين وهو قرار مقبول وله مبرراته

وسواء اتفقنا على جمالية الشعار أو اختلفنا إلا أن الإجراءات التي اتبعت يجب أن نتفق على أنها لم تكن اعتباطية وتستحق الإحترام.

رسالة خاصة للمصممين: لا تنتقد بدون أن يكون لديك تصور واضح عن إجراءات التصميم وعن الأسباب التي من أجلها اتخذت القرارات التصميمية التي تشاهدها. انت صاحب الصنعة و الأكثر فهما انه أبدا لن يكون هناك قرار تصميمي اعتباطي. وحكمك على كامل المشروع من قشرة الجمالية قد يسيء لك ولعملك.

كتبه بود .. عبدالله الجهني