صمم لحلول واقعية لا لمجدك الخاص
الكثير منّا في قطاع التقنية مصابون بجنون العظمة. نريد دائما أن نبني الأفضل والأكبر. دائما ما نصمم منتجاتنا وتطبيقاتنا و في عقولنا فكرة التوسع . ونصر على أن نصمم لأكبر شريحة ممكنه.
لكن ما لا ندركه هو أن الكثير من المنتجات المعروفه جدا لم تبدأ بطموحات عالمية. بدلا من ذلك تمكنت من معالجة احتياج محلي صغير ثم نمت وتوسعت من هناك.
لذلك إن أحببت فعلا أن تطور من مهاراتك و أن تصنع منتجاًإبداعياً بحق، سيكون من الأفضل أن تتخلص من أنانيتك و تبدأ صغيراَ.
أوقف تضخم ( الأنا ) الخاصة بك
في كتاب الأنانية ( الأنا ) هي العدو، راين هوليدي استخدم أمثله ماضيه لعلامات مشهورة - سواء الناجحة منها أو الفاشلة - ليوضح الأثار السلبية الناجمة عن ( الأنا ).
ومع أن هوليدي يكتب لمختلف المجالات وليس فقط مجال التصميم إلا أن المصممين يمكنهم تعلم الكثير من كتابه الذي يتناول نوع التفكير الذي يصرفنا عن تصميم منتج لجمهور وفئة صغيرة، منتج يساعدك و خمسة أشخاص أخرين بدلا من 100 مليون شخص غريب.
التصميم مع وجود الأنا العالية يخلق منتجاَ يتسم بالضعف و عدم التركيز و انتفاء التشويق. ضع في اعتبارك تلك المنتجات الناجحة بشكل كبير والتي لم تستلم لفكرة الحجم في بدايتها:
- فيسبوك صمم في الأول لطلاب جامعة هارفارد، وليس لمليار شخص في جميع أنحاء العالم. ولو صمم مارك زوكربيرغ الفيسبوك لمليار شخص من اليوم الأول فإنه سيبوء للفشل. الفيسبوك تواجد على الإنترنت لمدة سنتين قبل أن يُفتح لعامة الجمهور للتسجيل.
- أوبر كان في الأصل خدمة سيارات أجرة سوداء في سان فرانسيسكو. ثم تطور من خدمة سيارات محلية إلى تطبيق توصيل عالمي. واليوم لخدمات Lifestyle و خدمات لوجستية وهذه التوجهات في عام 2008 لم تكن لتعني أي شيء لأي أحد.
- بدأ فليكر كميزة تبادل الصور داخل لعبة على الإنترنت. فقط بعد إتمام المنتج بشكل متقن أدرك فريق العمل أن فكرته يمكن تطبيقها على نطاق أوسع. في عام 2005 تم الإستحواذ عليه من ياهو. واليوم لدى فليكر 51 مليون مستخدم.
“ الأنا هو عدو ما تريد وما تملك: من اتقان حرفة. البصيرة الإبداعية الحقيقية. العمل بشكل جيد مع الأخرين. بناء الولاء والدعم. تكرار والإبقاء على نجاحك. ومن اقتناص المزايا والفرص. الأنا هي نقطة جذب للأعداء والأخطاء وهما خيارين أحلاهما مر” رايان هوليدي، الأنا هو العدو.
المصممين لديهم ميل لتحويل حياتهم إلى قصة. نكتب قصة رائعة من ماضينا بحيث نضع أنفسنا في المركز (لقد ساعدت في تصميم شعارات لشركات ملياريه أو عملت على إدراج وبناء شركة ناشئة ضخمة) وهذا التفكير يصرفنا عن التصميم للواقع.
نحن غالباً ننتج مبادئ ومفاهيم لتطوير أو اظهار قدراتنا كمصممين خرافيين.
ما أقترحه هنا هو عدم السماح لأنانيتك لقيادتك نحو انتاج مفاهيم لشركة ناشئة مليارية أخرى. لأن هذه الشركات لم تكن مليارية عند إنشائها بل أصبحت على ما هي عليه على مدى فترات طويلة من الصقل والتحسين والتحلي بالصبر.
السبب الوحيد الذي يدفعنا لأن نسعى جاهدين للتصميم لأفضل العلامات التجارية هو لتحقيق طموحاتنا ورغباتنا المهنية الخاصة. لذلك كمصممين نحتاح أن نخرج من تقوقعنا حول نفسنا إلى النظر في المشاكل المحلية العاجلة والتي تطلب حلول تصميم فريدة من نوعها. هذه الأستراتيجية لن توجه قدراتنا نحو حل مشاكل حقيقية فقط، لكنها أيضاً سوف تجعل منّا مصممين أفضل.
في أغلب الأحيان تكون هناك الكثير من الدروس والفرص تحيط بنا، لكن إن وقعنا في فخ الرؤية التعظيمية والمبالغ فيها تجاه عملنا فقد تظهر هذه الدروس والفرص صغيرة و غير منطقية وبالتالي قد تفوت علينا.
لا تطيل التوقف عند النجاحات السابقة
عندما نستغرق في ذكريات نجاحاتنا الماضية، ننسى كل تلك الساعات من العمل و التنفيذ التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الان. لذلك بدلاً من الحلم والعيش في خيالات جميلة ، عد إلى العمل وابدأ صفحة جديدة يومياً، واقضي علي أفكار العظمه التي تدور في رأسك.
كن طالباً ومستعداً للتعلم
@@حتى ينمو عملك كمصمم، عليك أن تكون قادرا على التعلم من النقد.@@ وتذكر أن المشاركة في حوارات مجتمعات التصميم تحمل قيمه عاليه، لكنها أيضاً قد تبعدك عن دروس الواقع.
مجتمع التصميم على الإنترنت داعم جداً. ومن الجميل جدا أنه يمكن لأي أحد أن ينظم إلى حوار أو نقاش. لكن البحث عن ردود وأراء إيجابيه حول عملك طوال الوقت لن يدفعك لتصبح أفضل.
عندما تصمم للواقع ستكون ردود فعل الناس قويه وصعبه تجاه عملك. و على الرغم من صعوبة سماع ردود الفعل السلبية، إلا أنه عليك أن تنظر إليها كفرصة للتعلم. المصممون الذين يعملون من أجل الأنا الخاصة بهم سيكونون دفاعيين خلال هذه الأوقات ومن المرجح جدا أن يرفضوا الأراء المخالفه لهم، لكننا يجب أن نتعلم كيف نتقبل مثل هذه الإنتقادات إن كنا نريد لعملنا كمصممين أن ينمو ويعطي أثراً.
وتذكر أن حلقة تبادل الأراء بين المصمم و العميل يمكن أن تساعد في صنع منتجات لم يكن لأي من الطرفين القدرة على أن يصنعه بمفرده.
فكر صغيرا ومحلياً
حسناً، قد تتساءل من أين أبدأ. التصميم للواقع يبدو عظيما ولكن كيف يمكنني الحصول على مشروعي الأول؟ أو إن كانت أعمالي تنمو ببطء ماذا يمكنني أن أفعل لأجعلها تستمر في النمو بشكل أفضل؟
خذ بعين الإعتبار التحدي أدناه:
صمم لأصغر ما يمكن
@@بدلا من التفكير في تصميم تطبيق المراسلات ذو القيمة المليارية القادم، ماذا لو صممت تطبيق مراسلات لخمس أمهات؟@@ كيف يمكن أن يبدو التطبيق؟ هل تعتقد أنه يمكن بتركيزك على صنع تجربه جيده للخمس أمهات يمكن أن يخرج من ذلك منتجاً فريدا من نوعه؟
كيف ستبدو شبكة التواصل الإجتماعي لو كانت مصممه للناس في المبنى الذي تقطنه؟
كيف سيبدو تطبيق دفع مخصص لأسواق الخضار والمزارعين؟
كيف يمكن أن يعمل تطبيق تسجيل مواعيد لمركز رعاية أولية؟
هل يمكن أن يستخدم مطعم واجهة استخدام أفضل لعملية حجز مقاعده للزبائن؟
هل يمكن أن يستفيد معلمي الثانوية من تطبيق يمكنّهم من التواصل مع أولياء الأمور؟
كيف يمكن أن يعمل نظام المهام اليومية لعائلة صغيرة، وكيف سيبدو؟
هذه هي طريقة التفكير التي يمكن أن تصنع تأثيرا حقيقيا بدلا من التركيز على التصميم لإرضاء طموحاتنا الخاصة وأنانيتنا في العمل على مشاريع قد تكون وهمية فقط لنحصد مزيد من الإعجاب في بيهانس أو مزيد من إعادة التغريد على تويتر.
يمكنني القول وبكل صراحة أن التصميم من أجل حصد الكثير من الإعجاب ما هو إلا تفكير في غاية الصغر والسطحية. ما هو إلا تصميم لإرضاء غرورنا وأنانيتنا، لكنه لن يأخذنا إلى أي مكان.
دعني أسألك: هل كنت ستقبل بمشروع تصميم الفيسبوك كعميل عندما كان فقط موجه لطلاب الجامعة؟
ركز تصميمك
@@اجمع خمس أشخاص من تخصص ما و ابدأ في تصميم منتج لهم ولهم فقط.@@ و لا تستمع إلى صوت الأنا الخاص بك والتي تشجعك للحصول على المزيد من الشهره و الإعجاب والإعتراف من الأخرين. ركز فقط على صنع أفضل منتج ممكن لخمس أشخاص.
إليك 5 نقاط ينبغي أن تركز عليها:
أقحم مستخدمين حقيقين لتصميمك بأسرع ما يمكنك.
التمس النقد والأراء حول تصميمك. وانظر في الكيفية التي يمكنك من خلالها تحسين منتجك.
لا تقلق حول إمكانية التوسع.
تخلص من التفكير في الجماليات. نعم، لأن الجوانب الجمالية للتصميم تغذي الأنا الداخلية، وتبعدك عن التركيز على صنع حل وظيفي صحيح. التركيز الأول يجب أن يكون في الحصول على بعض المستخدمين.
تجنب إدمان اضافة المزيد من المميزات. المشاكل الصغيرة يمكن أن تكون معقدة لكن ركز على الإحتفاظ بحلول التصميمية بسيطة.
يجب أن نأخذ كل لحظة على أنها فرصة لننمو، لا لأن نزيد من غرورنا تجاه عملنا.
كل المصممين العضماء عاشوا تجارب صعبة في وقت ما، كل ما في الأمر أنك لم تلاحظه لأن كل ما تراه هي الأعمال المحسنة والمنقحة في حساباتهم على بيهانس أو دريبل. والشيء الذي في الغالب لم يخبروك به أنهم في الوقت الذي يواجهون فيه الفشل أو الصعوبات فإنهم يتعلمون و يستفيدون منها من هذا الفشل وهذه الصعوبات.
المقال الأصلي: invisionapp.com
ترجمه بتصرف: عبدالله الجهني