أنواع التصميم الثلاثة
الحديث عن التصميم أصبح يخلق وجهات نظر متباعدة جداً سواء كان ذلك داخل مجتمع صناعة التصميم نفسه أو خارجه بحكم تأثر جميع المجالات الأخرى بالتصميم وبمخرجاته وممارساته.
أحيانا يتم تبني فكرة أن التصميم يدور حول تصميم منتجات تقليدية كطاولة أو كرسي أو إعلان … الخ. و أحيانا يتم النقاش عنه كأداة للإبتكار والخروج بأفكار إبداعية. وأخرى على أنه صناعة تجربة استخدام سهلة أكثر موثوقية في مواقع الإنترنت و تطبيقات الأجهزة الذكية.
و لفترة طويلة هذا الإختلاف كان هاجز بالنسبة لي على الأقل في قولبته ليسهل على المتلقي فهم هذا الإختلاف خصوصاً عندما أتحدث لغير متخصص يصبح الشرح ضبابي ويصعب فهمه. إلى إن وقعت على تقرير جون ميدا السنوي الذي يحمل عنوان DesignIn Tech Report.
في هذا التقرير تحدث جون على أن @@هناك ثلاث أنواع للتصميم وهي كالتالي: التصميم التقليدي ، التفكير التصميمي، التصميم الحاسوبي.@@
في هذا المقال سأحاول شرح الثلاث أنواع من خلال التعريف والفروقات بشكل عام ومبسط:
التصميم التقليدي
هذا النوع كما يتحدث عنه جون هو ذلك النوع الذي يدرسه المصممون في مدارس التصميم والذي كان ولا يزال يستخدم منذ عقود. مهارات هذا النوع هي ما نصمم بها الشعارات، المطبوعات، المنتجات، التغليف، الإعلانات … الخ.
مشاريع “ التصميم التقليدي “ تميل لأن تكون محددة لها نهاية سواء أكان ذلك تصميم مبنى أو شعار أو طاولة. فمتى ما تم بناؤه فقد تم وانتهى.
التفكير التصميمي
@@التفكير التصميمي (Design Thinking) هو التصميم الذي يطبق على المنظمات و الإسترايجيات و طريقة العمل.@@ مبدأه الأساسي هو تطبيق مبادئ التصميم التي طالما استخدمها المصممون في عملهم واستخدامها للإبتكار و حل المشاكل المعقدة في مجالات أكبر كالمشاريع التجارية، التعليم و القضايا الإجتماعية … الخ
يتمحور التفكير التصميمي حول الإنسان وكيف يمكن الخروج بحل أو إبتكار نابع من إحتياج المستخدم أولاً و من ثم تطويع التقنية لصنع ذلك الحل وليس العكس كما في طرق التفكير أو صناعة الحلول الأخرى.
التصميم الحاسوبي
هذا النوع من التصميم يعتمد على الحواسيب سواء كانت برمجيات أو عتاد. و يتمحور حول تصميم حلول وتجارب ابتكارية تعتمد على الحوسبة، الخوارزميات والأكواد في مجالات مختلفة مثل: تطبيقات الجوال، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الواقع المعزز، الواقع الإفتراضي، السيارات ذاتية القيادة .. إلخ
واحد من أهم الفروقات بين التصميم التقليدي والتصميم الحاسوبي أن الأول يميل لأن يكون تصميم له نهاية و لمجموعة محددة من المستخدمين، أما الأخر فيميل لأن يكون لا نهائي، متكيف مع احتياجات و خصائص مجموعات مختلفة من المستخدمين، يتغير بتغير هذه الإحتياجات و الخصائص.
لو نظرنا لأنواع التصميم الثلاثة فسنجد أن التفكير التصميمي و التصميم الحاسوبي يختلفان عن التصميم التقليدي في عدة نقاط أهمها أنهما يدوران حول التعاطف (Empathy) أو القدرة على فهم مشكلة المستخدم من خلال وضع المصمم نفسه مكان المستخدم وصنع الحل التصميمي بناء على ذلك الفهم. أمر أخر هو مفهوم بناء نماذج أوليه (Prototyping) للحل التصميمي ثم أخذ التغذية الراجعة من المستخدمين لتحسين ذلك الحل وهذه العملية في هذين النوعين دائرة غير منتهية من التحسين المستمر.
الخلاصة أن فهم هذه الأنواع واختلافاتها وتطبيقاتها يسهل عملية شرحها وتعلمها و التخصص فيها. ومع كون النوع الأول هو الأصل إلا أن الإثنين الأخرين أكثر طلباً و أهمية في هذه الفترة من الزمن والتي تشهد ثورة في مجالي الأعمال والتكنولوجيا.
كتبه: عبدالله الجهني