التصميم بين العميل والمصمم
أول قاعدة للحصول على نتائج تصميم جيدة هو فهم كل من المصمم والعميل لماهية التصميم ودوره الأساسي، وماهي المهارات المطلوبه من الطرفين لإدارة وإنجاز مشاريع التصميم. هذا الفهم لا زال غير راسخ في صناعة التصميم المحلية التي لا تزال في طفولتها إن صح التعبير، ولا زال هناك الكثير من المفاهيم التي تحتاج إلى فهم وتثبيت عند الطرفين.
إشكالية الكثير من المصممين أنهم ينظرون إلى التصميم على أنه شيء لا يحتاج إلى الكثير من العلم والمهارة، فبمجرد تعلم بعض المهارات الأساسية لأحد برامج التصميم أصبح بكل بساطة مصمم يقبل مشاريع ويتحدث عن التصميم من منظور ذلك البرنامج لا أكثر.
وإشكالية العملاء أنهم لا يعرفون ماهي القيمة الحقيقية للمصمم وللتصميم، وأنه يتعدى بكثير مجرد ذائقة فنية جيدة يمكن لأي أحد أن يصل إليها.
التصميم لا يعني التصميم الجرافيكي وبرامج أدوبي فقط، وهو بكل تأكيد ليس مجموعة من اللوحات الفنية الجميلة. و عملك كمصمم وخصوصا كعمل حر يعني احتياجك لمهارات كثيرة بجانب التصميم مثل إدارة الأعمال، التسويق، التعامل مع العملاء … الخ
كمصمم يجب أن تركز على فهم التصميم على أنه مجموعة من الإجراءات لحل مشكلة معينة أو إيصال رسالة وتحقيق هدف ما بشكل وظيفي صحيح وتجربة جميلة ممتعة. وحتى تصل للكفاءه في تحقيق ذلك تحتاج لإسكتشاف مشكلة عميلك الحقيقية من خلال نوعية الأسئلة التي تطرحها عليه ومن خلال الإنصات بشكل دقيق لكل التفاصيل التي يعطيك إياها. ثم يأتي دورك في البحث والتخطيط لوضع الحل التصميمي المناسب لتلك المشكلة بعيداً عن تفضيلاتك الخاصة. كل هذا يحتاج منك إلى مهارات أخرى بجانب التصميم، كالتواصل مع العملاء والطريقة المثلى لطرح الأسئلة. و إدارة المشاريع لتعرف كيف تدير مشروع التصميم من مرحلة جمع المتطلبات إلى مرحلة التسليم … الخ.
وكعميل تحتاج أن تفهم أن دور المصمم ليس تنفيذ ما تريده بكل دقة، @@ذهابك للمصمم يشبه تماما ذهابك للطبيب فأنت لا تملي عليه العلاج لكنك تصف له المشكلة التي تعاني منها.@@
علاقتك بالمصمم لا تختلف أبداً عن علاقتك بالطبيب، تحتاج فيها إلى الدقة في وصف المشكلة التي يعاني منها مشروعك التجاري، وتحتاج فيها إلى الصبر على الأسئلة التفصيلية وأن تجيب عليها بصدق، وكذلك أن تثق في الحلول وأن تطبيقها بكل تفصيل لتحصل على النتيجة الصحيحة المرجوه.
كتبه: عبدالله الجهني