قفزات كبيرة و خطوات صغيرة
حتما في لحظة ما خلال رحلة صاحب المشروع الإبداعي و رائد الاعمال سوف تكون هناك حاجة إلى قفزة و نقلة نوعية. في الحقيقة المشاريع الإبداعية تبدأ عادة بقفزات نوعية و مجازفات كبيرة. على سبيل المثال التخرج من الكلية، الإستقالة من العمل التقليدي اليومي، تشكيل شراكة جديدة. هذه التغييرات و النقلات الكبيرة عادة ما تُشعر بالمخاطرة والجرأة، و هي مخيفة و مثيرة بنفس القدر.
القفزات الكبيرة ستتحدى شجاعتك، وسترفع مستوى الادرينالين عندك، وتشعرك بالقوة عندما تنجزها وتصل الى الضفة الأخر. وعندما تتحول القفزات الكبيرة الى عادة ستدمن عليها، و ستشعر بالشغف تجاه القفزة القادمة أو قد تصل لمرحلة الشعور بالملل إذا لم تكن هناك قفزة كبيرة مقبله فيها متعة المخاطرة والمجازفة.
إن عملية صنع رائد أعمال ناجح ومبدع غالبا ما تتم عن طريق خطوات صغيرة. تلك الأشياء التي لا تلقي لها بالاُ، تلك الأمور التي لا تجعلك تشعر وكأنك شخص مثير للإهتمام بوجه خاص. أشياء مثل قضاء ساعتين في محاولة تعديل أصغر الأجزاء في شعار ليصبح مثالياً، أو تنسيق عقد العميل أو مراجعة أهداف مشروعك الفصلية. ليس الأمر أن هذه الأمور ليست جديرة بالإهتمام لكنها ليست جديرة بالتركيز عليها بشكل كبير. ثم إن القيمة في الخطوات الصغيرة تأتي مع الثبات و الوقت والمثابرة.
قبل أربع سنوات ذهبت في مغامرة لجبال الهملايا في النيبال للتسلق إلى معسكر قاعدة جبل ايفريست. شراء تذاكر الذهاب والعودة إلى كاتماندو ( عاصمة نيبال ) : قفزة كبيرة . الطيران على متن طائرة صغيرة تحمل ١٨ مسافرا في المطار الأكثر خطورة في العالم : قفزة كبيرة. الوصول إلى معسكر قاعدة جبل ايفريست : خطوات صغيرة، و كلما ارتفعنا كلما زاد الجهد في كل خطوة نخطوها. أذكر أنني كنت أحسب عدد خطواتي إلى ٢٠ وبعدها أسمح لنفسي بأن تأخذ راحة لمدة ٣٠ ثانية لألتقط أنفاسي و الإستمتاع بالمنظر. و إليكم الأمر: عندما وصلنا أخيرا إلى المعسكر لم نستطع حتى أن نرى جبل ايفريست. منظر قمة ايفريست كان محجوبا بغيرها من الجبال الضخمة والمهيبة المحيطة بها.
جمال هذه التجربة لم يكن في المقصد الأخير إنما كان في الرحلة على طول الطريق خطوة بخطوة.
كونك تعمل في مجال إبداعي و خلاق يعني أنه في بعض الأحيان عليك أن تأخذ قفزات كبيرة ونقلات نوعية محفوفة بالمخاطر، ولكن في كثير من الأحيان يتمثل التحدي في التمسك بالخطوات الصغيرة.
النص الأصلي بواسطة : braidcreative.com
ترجمة : عبدالله الجهني.