محيط سعيد " علاقة المصمم والعميل "
يقولون أن الضد يفتن. و عندما يأتي الأمر إلى المصممين و العملاء فإن هذا القول لا يمكن أن يكون أكثر صحة لسبب غير مفهوم. كل مصمم يعرف أنه ليخرج أي مشروع بشكل صحيح هناك حاجة للتوازن بين حرية الإبداع ، الإحترام ، التفاهم و الإلتزام بحاجات العميل. وهي علاقة حساسة و دقيقة من الشد والجذب الغير لطيف. و قد يكون من الصعب الحفاظ عليها خصوصا في مشهد من التدخل في مسؤوليات الغير و جرح ذواتهم.
للحفاظ على جريان الأمور بشكل سلس من المهم جدا تقيييم العلاقة أولا بأول ، كيف هي ؟ هل هي جيدة كما يجب؟ إن لم تكن كذلك. فكيف نغيرها للأحسن؟
تبادل الادوار
تخيل لو أنك العميل. لم يسبق لك التعاقد مع “ مصمم ” من قبل و ليس لديك كامل الخبره في التصميم. لكنك تعرف ما الذي تريده بالضبط .. في النهاية هو مشروعك أنت. لكن عند بداية المشروع المصمم أصر على توجه معين لا ترتاح له وبدأ في الضغط عليك لقبول هذا التوجه.
دقيقة … من الذي يدفع لمن؟
التجربة تركت أثرا سيئا في نفسك ولم تحصل على التصميم على أي حال و ربما لن تستخدم كلمة مصمم “محترف” مرة أخرى فالأمر لا يستحق.
هل تتصرف بنضج ؟
بعض المصممين يمكنهم أن يكونوا مخلوقات مزعجة و مخادعة والتعامل معهم قد يشعر البعض بالإستصغار. في بعض الأحيان يكون هذا نتاج حمايتهم الزائدة لأعمالهم ، وأحياناً أخرى يكون بسبب تزايد الشعور لديهم بالتفوق. أعني مثلاً .. يا إلهي، هل تصدق أن العميل لا يعرف الفرق بين خط ( Akkurat ) و خط ( Akzidenz ) ؟!
من السهل جدا أن تنزلق في التركيز على الجماليات بدلا من الإعتبارات الإسترتيجية لمفهوم و مغزى العمل. نحن نعتم رؤيتنا من خلال عدم التشكيك في فعالية و كفاءة التواصل في التصميم. التصميم جيد و جميل .. حسنا. لكن بأي ثمن؟ أنا شخصيا أؤيد الأفكار مع الكفاءة التي تلبي متطلبات المشروع بنجاح. أشجع الذين ينتهجون ذلك بحماس. تعلمت ( بالطريقة الصعبة ) أن أفصل نفسي عن الوضع و أن أضع المشروع في سلسلة صارمة من الأسئلة حول ملائمته وترابطه. أنه من الجيد أن تقف وراء عملك و تجادل بحماس من أجله. لكني أسأل نفسي أحيانا، هل أصبحنا نحن المصممين من الصعب التعامل معنا ؟
إخراج ذواتنا و ( الأنا ) الخاصة بنا من الصورة والتركيز بشكل تام على العمل أمر صعب ، و لكنه حاجة ضرورية لإتقانها . إنها علامة على النضج.
بالطبع بعض العملاء قد يصعب التعامل معهم . بعضهم يشعر كأنه كما دفع لخبراتنا، فإن باستطاعتهم توجيه المشروع والتحكم به بشكل كامل. و يتجاهلون خبراتنا العلمية والمهنية على حد سواء.
من المصيب؟ من المخطأ؟ .. إليك الأمر، نحن لا نستطيع تغيير الناس، لكننا نستطيع تغيير كيفية التعامل معهم. لذلك، ما الذي نستطيع فعله لنصل معهم إلى اتفاق؟ و هل صحيح أنه من الخطأ أن تشارك وتزج بالعميل في عملية التصميم؟
هل يمكننا أن نصبح أكثر تعاوناً ؟
في مؤتمر Sex, Drugs & Helvetica هذه السنة Tim Buesing شدد على أهمية التعاون بين المصمم والعميل لإنتاج أفكار أفضل و أكثر قوة و التي تستجيب لحاجات العميل بصورة فريدة.
إن عملية التعاون هذه ليست العرف السائد في التصميم، والسؤال لماذا؟ نحن المصممون عندما نفكر في التعاون نفكر في التصميم مع مصممين أو مبدعين أخرين. لكن ماذا عن العميل؟
الحقيقة أنه لدينا النزعة لعزل العميل عن المشروع إلى الوقت الذي نصل فيه إلى ما يصفه Blair Enns بـ “ الكشف الكبير”.
نضع كل شي على المحك وهذا كثير على عمل محفوف بالمخاطر. فعلت هذا سابقا و حصلت على نتائج متباينة و كمالك لاستوديو فأن الخطأ مكلف جدا لأن ذلك يعني القيام بكل شيء مرتين ثك إنه يجعل العميل في حالة شك و يهدد العلاقة مع العملاء ويجعلهم يتعاملون مع المشروع بسيطرة إدارية مفرطة و اهتمام بأدق التفاصيل.
الخبر الجيد أنه ليس من الواجب أن تسير الأمور بهذا الشكل. أجلب عميلك إلى عملية التصميم الخاصة بك و اجعله مشاركا فيها. إذا كان قطاع البرمجة وجد منهجية ( agile ) - وهي منهجية في انجاز المشاريع البرمجية بمشاركة العميل في كل مراحلها - مفيدة جدا، لماذا لا نحاول جلب بعض مفاهيمها لمشاريعنا نحن المصممين؟ هل من الممكن لعلاقة العمل مع عملائنا أن تكون تفاوضية بطريقة تزيد من مشاركتهم في عملية التصميم على أن تكون لآرائنا كمصممين ثقلها وأهميتها؟
ثم إن العملاء أصبحوا أذكياء جدا تصميميا ويريدوا أن يكونوا جزءا من مشاريعهم. هل ستحرمهم من الفرصة وتعلب لعبة المخاطرة؟ أم تسمح لهم و تجني الفائدة؟
ليست لدي كل الإجابات، لكن في أخر المشاريع القليلة الماضية التي عملت عليها إما أني شاركت عميلي في عملية التصميم أو جعلته يرشدني تجاه الحل. صدقاً .. من يعرف نشاطهم التجاري أفضل منهم؟
لا يمكن أن أكون أكثر تفاجأ .. لقد تم تحديتي و دفعي و مساعدتي للحصول على نتائج أفضل و أكبر. في الحقيقة لا أعتقد أن أي من المشاريع إزداد سوءا من خلال زيادة مشاركة العملاء, ما سمحت لي به هذه الزيادة هو فقط إلهام و تثقيف هولاء العملاء.
بينما لا زلت أحاول أن أحصل على هذا التوازن، أستطيع أن أعدك أن هذه المشاريع أصبحت تلك المشاريع التي تبين أنها الأفضل من بين كل ما قمت به. في الأخير العميل يشعر بنفس احساس الفخر و الملكية و احساس الإنجاز مثلك تماماً وهذا لا يمكن إلا أن يكون شي جيد.
إذا، ما الذي لديك لتخسره؟
النص الأصلي :
sexdrugshelvetica.com
بواسطة :
Carlos Chavez
ترجمة بتصرف : عبدالله الجهني.