لماذا لا يُعجب المصممون بأعمالهم الخاصة ؟

على السطح يبدو قطاع ومجال التصميم تنافسي و تفاخري و انتقادي. لكن هناك أمر غير معلن  في كثير من الأحيان عن المصممين وهو الصعوبة لديه في تقدير أعمالهم و نتاجهم الخاص.

بعبارة أخرى، المصممون لا يحبون ولا يُعجبون بأعمالهم الخاصة.

الكثير من المصممين يتقدمون في حياتهم المهنية وهم يعانون من كمية هائلة من الشكوك الذاتية وانعدام الثقة مع ذلك فإنهم يوميا وبشكل مستمر ينتجون أعمالاً ابداعية مذهله. لكن هناك أخرون للأسف يسمحون لهذه المشاعر في نهاية المطاف أن تغير أساليبهم و تدمر إيمانهم و ثقتهم بأنفسهم و تحد من إنتاجهم الإبداعي. 

وهذه بعض المصائد و كيفية تجنبها :

 

ثقافة المقارنة

نحن نتواجد في بيئة مبنية على ثقافة المقارنة - أعمالنا لا ينظر لها دائما على ما هي عليه، بل مقارنة بأعمال أخرى و هل كانت أفضل أم لا. الجوائز، المسابقات، الإعلام، ومدونات التصميم كل هؤلاء عوامل مساهمة في مستويات الثقة لدينا لأنهم على الأغلب يستخدمون أسلوب المقارنة هذا.

على الإنترنت  هناك عدد هائل من الأعمال التي تعرض يوميا و التي تجعل من المستحيل أن لا تشعر وكأنك قطرة في محيط التصميم والإبداع. و مع  هذا العدد يصبح من السهل جدا أن تقارن  تلك الأعمال المنتهية و المنتقاه و التي هي في مرحلة العرض مع أعمالك التي لا تزال في مرحلة  الإعداد خلف الكواليس . إن مشاهدة الأعمال المنتهية للأخرين بدون خوض رحلتهم يجعل من هذه  الأعمال دائماً أكثر إغراءاً و جاذبية من أعمالك.

مع تأصل هذه الثقافة في مجالنا مجال صناعة التصميم والإبداع فمن الطبيعي أن نتساءل حول  قدراتنا و كيفية جعل أعمالنا تتغلب على أعمال الأخرين. لكن هذا المنحنى حتماً سينتهي بشكل سيء ، مقارنة أعمالك مع الغير طريق مختصر للتعاسة في التصميم و في عقلك الباطن ستبقى دائما عاجزاً وأقل من الأخرين.

 

 

التعامل مع الرؤية الضيقة

ادركت أنني لا أقدر أعمالي الخاصة بعد وقت قصير من رحلة إلى الخارج. وقتها أرسل لي الفريق في الاستوديو مشروعاً كانوا يعملون عليه . وحيث أنهم عملوا عليه فترة طويلة، لم يكونوا متأكدين إن كان جيدا أم لا. وقعت في حبه مباشرة ، لكن بعد أسبوع من العمل عليه بعد عودتي من السفر بدأت في عدم الإعجاب بما صناعنا. بصرياً لم يتغير الشيء الكثير منذ أن بدأت في المشاركة في هذا المشروع. إذا لماذا فجأة كرهته؟ 

اكتشفت أنني كنت أكثر إعجابا بالنتيجة عندما كانت تنتمي لشخص آخر. 

أصدرنا العمل بشكل علني و تلقى ردة فعل مذهله بالفوز بجائزة و بعرضه في عدة مجلات للتصميم. الجمهور أخذ العمل بقيمته المجملة ، لم يدققوا في كل بكسل أو يسألوا عن توليفة الألوان. حينها استوعبت فكرة أنه ربما لدي رؤية ضيقة و التي منعتني من رؤية العمل على ما هو عليه من الجمال.

الرؤية الضيقة تحدث عندما لا تشارك العملية مع الأخرين. من المهم جدا أن تمتلك أناسا خارج المشروع لمناقشتهم وأخذ أراءهم و لمقاومة قرارتك ايضاً. هذا سوف يبقي النشاط والحيوية في المشروع.

 

 

التصميم بريبة

واحدة من أكثر الأشياء التي أستمتع بها عن التصميم هو عدد الطرق المختلفة لمعالجة أي مشروع. هذا يمكنه أن يدفعك خارج منطقة ارتياحك، لكن من المهم أن تتذكر بانك مكلف بإنتاج مُخرج ابداعي. المخاطرة هي أفضل طريقة لتطوير مهارات جديدة و خلق شيء مميز. القيام بهذا مراراً هو الطريقة الوحيدة لبناء الحدس و تطوير فهم دقيق لعملك و إجراءاتك كمصمم.

مع ذلك فإن هذا النوع من  تحدي النفس والمخاطرة غالباً ما يؤدي الى الإحساس بالشك المحبط و عدم اليقين. ونحن في كثير من الأحيان لا نرتاح مع الشعور بهذه الأمور لذلك نعمد إلى التشكيك والتقليل من النتائج. لكن الشك يمكن أن يكون أعظم حلفائك، بدونه هناك فرصة كل مره أن يكون عملك قديم و مكرر.

 

 

التعامل بالفطرة و السليقة

المصممون الذين يستخدمون فطرتهم وسليقتهم غالبا ما ينتجون أكثر المشاريع والمخرجات فعالية و تميز.  هذه السليقة إما أن تكون طبيعية بشكل كامل أو مبنية على فترة من الزمن من خلال تطوير فهم راسخ و سليم لما هو جيد من عدمه. و هي تعود أيضا إلى الثقة و الإيمان بالنفس والتي غالبا ما تُكتسب مع الوقت. هذه الفطرة و الثقة لا تظهر بشكل سحري عندما يمدح أحدهم عملك ، و إن حدث فهي مشاعر عابرة لا يستند عليها.

لبناء سليقتك، من المهم جدا أن تعمل على فهم نفسك كمصمم. حدد مكامن قوتك وكذلك ضعفك ، وتعلم كيف تحلل أعمالك تحليلا نقديا بدون مجاملة سواء كان ايجابيا أو سلبياً

. . . .

كمصمم لديك قدرة نادرة للتواصل و حل المشاكل بصرياً لذا لا تستهين بالأمر. أعط نفسك فرصة وثق في فطرتك،  ثق في حكمك على الأشياء و ثق في قدراتك.

إن استأجرك أحدهم للقيام بتصميم ما فلأنه أحب أعمالك ، وقد حان الوقت لتحب أعمالك أنت أيضاً.


المقال الأصلي : sexdrugshelvetica.com 
ترجمة بتصرف : عبدالله الجهني