التصميم الأخلاقي

عبدالله الجهني - 31-12-2019

التصميم الأخلاقي

مدة القراءة المتوقعة: 1:56 دقيقة

 

كمصممين نعمل بشكل يومي على صنع أفكار، منتجات، خدمات، تجارب تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس، مشاعرهم، علاقاتهم وكيف يعيشون ويرون العالم. هذه القوة العظيمة في أيدينا تحتم علينا النظر إليها بمنتهى المسؤولية حتى تكون كل النواتج من تحت أيدينا لها كل التأثير الإيجابي على حياة الناس الآن وفي المستقبل.

ومع الكثير من القصص التي تصلنا كل يوم عن التجاوزات التي تقترفها الكثير من الشركات من خلال تصميم نماذج عملها، منتجاتها، وخدماتها بما يتضاد مع أبسط الأخلاقيات التي تحترم حقوق عملاءها ومستخدميها وحياة الإنسان بشكل عام يتحتم علينا كمصممين أن نعي مسؤولياتنا فليس هناك أدنى شك في أن المصمم الذي صمم، أو ساعد في تصميم نماذج عمل تربح من خلال الاتجار ببيانات ومعلومات الناس يتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية تجاهها. وليس هناك أدنى شك في أن المصمم الذي صمم، أو ساعد في تصميم منتجات تعد بوظيفية معينة ولا تحققها يتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية تجاهها. وكذلك المصمم الذي صمم منتجات تستهلك موارد الطبيعة، لا تحترم حقوق الإنسان، غير صادقة … الخ كلهم يتحملون المسؤولية أخلاقياً تجاهها.

إذا أردنا أن نلخص التصميم الأخلاقي فيمكننا النظر إليه كثلاث مستويات مرتبه كالتالي : إحترام حقوق الإنسان، إحترام جهد الإنسان، إحترام تجربة الإنسان.

احترام حقوق الإنسان

أول وأهم أساسيات التصميم الأخلاقي هو إحترام حقوق الإنسان. نتحدث عن منتجات، تقنيات، خدمات تحقق العدل، حماية خصوصية الإنسان، حماية حقه في الإختيار، حماية موارده، حريته، أمنه.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال ضمان أن تعمل تصاميمنا بتقنيات تمميز باللامركزية، التشفير، الإستدامه، سهولة الوصول، تدعم الديموقراطية، آمنه،

احترام جهد الإنسان

المستوى الثاني من مستويات التصميم الأخلاقي من حيث الأهمية هو أن نتأكد من أن تصاميمنا تحترم جهد الإنسان و وقته وقدراته وما يتناسب مع كل هذا.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال ضمان أن تكون تصاميمنا ذات وظيفية عالية وصحيحة، سهلة، غير معقدة، موثوقة، تحترم الإختلاف في القدرات لدى البشر، تحترم محدودية الوقت الذي نملكه على هذا الكوكب.

احترام تجربة الإنسان

المستوى الثالث في التصميم الأخلاقي حيث الأهمية هو أن تحترم المنتجات والخدمات التي نصمم تجربة الإنسان. نتحدث هنا عن تصاميم جميلة، ممتعة، تصنع الإبتسامه و تحسن من حياة الناس بشكل عام.

يمكن تحقيق ذلك من خلال ضمان أن تكون تصاميمنا جميلة بصرياً، ساحرة، تحترم الذوق العام، بديهية، مباشرة، تعمل كما هو متوقع منها، ملهمة وتصنع تجارب مثرية خلاقة.

هذه المستويات تعمل بشكل مرتب فمستوى حقوق الإنسان هو الأساس إن سقط، سقطت بقية المستويات. ثم يليه في الأهمية مستوى إحترام جهد الإنسان ثم تجربة الإنسان. لذلك من المهم أن نبدأ بالتركيز على الأساسيات ثم الجماليات لا العكس.

Abdullah Aljohani