الهوية البصرية كأداة لإيصال البراند
عبدالله الجهني - 20-07-2019
الهوية البصرية كأداة لإيصال البراند
مدة القراءة المتوقعة: 1:56 دقيقة
مفهوم البراند
العقل البشري كما خلقه الله يتعامل مع الأشياء بهذا الشكل: يتعرف عليها، يصنفها، ويكون عنها تصور معين. وهذا التصور هو الذي يمكّنه (أي العقل)من إتخاذ القرارات حول قبول الشيء أو رفضه، حبه أو كرهه، التعامل معه أو عدم التعامل معه. ومن هنا تأتي القاعد المعروفة ( الحكم على الشيء فرع من تصوره ) فكل قرار تجاه أي شيء أو أي شخص هو فرع من تصورك عنه بكل بساطه.
إذاً فلو أردنا تعريف مفهوم العلامة ( البراند ) بشكل مبسط جداً يمكننا القول بأنها التصور الذهني النفسي المشاعري حول شيء أو شخص أو حدث ما. وعملنا في بناء وتصميم العلامات التجارية في أساسه ليس إلا محاولة لإرشاد وإلهام عقل المتلقي ليكوّن التصور الصحيح الذي نرغبه عن منتجنا و شركتنا و قيمتنا بشكل عام.
وكون الموضوع كله يتعلق بالعقل البشري وبناء التصور الذهني الصحيح داخله فنحن نعلم أن أي معلومة يتلقاها العقل لا تأتي إلا من خلال أحد الحواس الخمس أو خليط منها. لذلك فنحن نحتاج إلى ترجمة الصورة الذهنية هذه إلى عناصر يمكن أن تفهمها وتعيها الحواس الخمس.
ففي البداية نعمل على وضع الخطوط العريضة والأساسيات للصورة الذهنية التي نريد صنعها في عقل المتلقي وهذا ما نسميه بإستراتيجية البراند، ومن ثم نترجمها للهويات وتجارب العملاء لتفهمها الحواس الخمس وبالتالي العقل.
الهوية البصرية كأداة لإيصال البراند
حسناً .. الان بعد فهمنا لمفهوم البراند وكيف أنها تبدأ بصنع إستراتيجية تعمل كأساس لصنع صورة ذهنية واحدة متسقة من ثم ترجمة ذلك إلى مختلف الحواس. نفهم أن الهوية البصرية ببساطة هي الأداة الأساسية لإيصال وصنع وإلهام الصورة الذهنية (البراند) الذي نريد من خلال حاسة البصر.
الهوية البصرية ما هي إلا ترجمة (حرفية) لإستراتيجية البراند من خلال العناصر البصرية. سواء كان ذلك الألوان، الخطوط، الأشكال، الصور أو التطبيقات الأكثر تعقيداً كالشعار، الموقع الإلكتروني، المطبوعات … الخ. وعمل مصمم الهوية البصرية لا يتعدى الترجمة البصرية للإستراتيجية والتأكد بأن العناصر والتطبيقات البصرية التي يصممها تعكس قيم الصورة الذهنية التي نريد صنعها في عقل المتلقي. إذاً فالإستراتيجية هي الأساس الذي يحدد قرارات مصمم الهوية البصرية، وبالتالي فإن صنع هوية بصرية بدون إستراتيجية براند واضحة لا معنى له.
فعلى سبيل المثال حتى أستطيع كمصمم هوية بصرية تحديد ما هي الألوان التي سأستخدم, يجب أن أفهم أولاً الصورة الذهنية التي أريد أن ألهمها و أصنعها في عقل المتلقي ويكون ذلك من خلال إستراتيجية البراند والتي تشرح قيم البراند، شخصيتها، وماهي المشاعر التي نريد أن نحركها عند الفئة المستهدفة … الخ. وبدون هذا الفهم فإن إختيار الألوان سيكون عشوائياً ولا معنى حقيقي له ولا يخدم هدف حقيقي يمكن أن ينعكس على المشروع التجاري.
كلمة أخيرة
ما قلناه بخصوص الهوية البصرية ينطبق على أي نشاط يتعلق بالبزنس، في كل ركن، في كل تقاطع مع عميلنا نعمل دائما على عكس صورة ذهنية واحدة. نتحدث هنا عن تجربة العملاء، تجربةالمستخدم، التصميم الداخلي،التواصل مع العملاء، التسويق والإعلان … الخ، كلما كانت متسقة وتعكس ما تقوله إستراتيجية البراند كلما كانت النتائج عظيمة و الولاء أكبر.
وتذكر الإتساق من جهة وكذلك إستدامة هذا الإتساق هو ما يرسّخ التصور الذهني، ويصنع الولاء.