قراءة في أكبر دراسة عالمية حول تأثير التصميم في مجال الأعمال
عزّه علي - 21-02-2019
قراءة في أكبر دراسة عالمية حول تأثير التصميم في مجال الأعمال
مدة القراءة المتوقعة: 3:30 دقيقة
يعد هذا التقرير ملخصاً للدراسة النوعية الأكبر نطاقاً حتى الآن، حيث شارك فيها 2200 شركة من 77 دولة من جميع أنحاء العالم، هذه الدراسة المسحية الإستطلاعية التي قامت بها انفيجن InVision عام 2018 لمعرفة نماذج ممارسات التصميم في الشركات بمختلف أحجامها وأنشطتها، ودراسة هيكلة وصلاحيات فرق التصميم داخلها، ومدى تأثير التصميم على أعمال تلك الشركات من ناحية الفوائد المادية والمعنوية العائدة عليها، وتوصّل الباحثون فيها إلى خمس مستويات للشركات من حيث إدراكها لتأثير التصميم على عملها وآلية ممارساتها له، نذكرها بإيجاز:
شركات المستوى الأول
لديهم اهتمام كبير بما يظهر على الشاشة فقط كالشكل والهوية البصرية (التصميم صورة جميلة).
ينقصهم التعاون بين فريق التصميم وبقية الموظفين بالشركة من أصحاب القرار والمطورين، بما في ذلك ورش العمل المشتركة، بالإضافة لإهمالهم الإستفادة من أبحاث المستهلكين في تطوير عملهم
بالتالي لم يكن لفريق التصميم لدى شركات المستوى الأول سوى التأثير على واجهة المستخدم، دون جني عوائد على الشركة أو تقليل للتكاليف أو الحصول على رضا المستهلكين.
شركات المستوى الثاني
لديهم جلسات وورش عمل تعاونية، يشارك فيها مع المصممين جميع موظفي الشركة من أصحاب القرار والمطورين (بيئة العمل يشارك بها الجميع).
ينقصهم الحصول على مصممين أفضل وموظفين أكثر وضوحاً في الأدوار وأكثر قدرة على إنشاء أنظمة تصميم أوسع وأدوات ترفع من مستواهم بالعمل.
بالتالي كان لفريق التصميم لدى شركات المستوى الثاني تأثير أوسع من ناحية انتاجية الموظفين ورذا العملاء والجودة.
شركات المستوى الثالث
لديهم اهتمام كبير بآلية التشغيل والعمل والتواصل بين الفرق المشاركة وتحديد دور كل شخص فيها ( التصميم عملية قابلة للتطوير بمشاركة جميع الموظفين).
ينقصهم التركيز على الأبحاث والإستفادة من التجارب وإجراء الاختبارات وقياس الأداء، وذلك لتحقيق نقطة تحول في المنافع العائدة على الشركة بشكل يوازي عدد المصممين فيها( تمتلك شركات المستوى لثالث أكبر عدد من المصممين مقارنة ببقية المستويات)
شركات المستوى الرابع
لديهم اهتمام كبير بالتحليل والتجريب والأساليب المعتمدة على البيانات بالإستفادة من أبحاث المستهلكين والسوق وقياس الأداء والتأثير، لذلك فإن التصميم لديهم أداة للتعلم واتخاذ القرار بالمشاركة في جميع أنحاء الشركة، وتتميز شركات هذا المستوى بتمكينها لفريق التصميم للوصول واستغلال الفرص المهمة بما يعود بالفوائد على الشركة .
ينقصهم الإستفادة مما لديهم من الأدوات والموظفين من خلال اعتماد التصميم أساس واضح في استراتيجية العمل.
شركات المستوى الخامس
لديهم ما يميزهم عن شركات المستويات السابقة وهو اهتمامهم الكبير بأن يكون التصميم اساس وجوهر استراتيجية العمل، لإدراكهم بتأثيره على الشركة من عدة أبعاد كارتفاع الأرباح وتقليل التكاليف وزيادة انتاجية موظفيها ونمو الحصة السوقية ورضا العملاء وذلك بالإستفادة من بيانات التحليل ونتائج أبحاث المستهلكين مشاركة جميع الموظفين بشكل فعال وقياس الأداء .
لتميز شركات المستوى الخامس عن بقية المستويات فإنه يتطلب منها تنمية ممارساتها التصميمية باستمرار والسعي لإيجاد فرص تركز على العملاء لتضعهم بعيداً عن المنافسة .
وقارنت الدراسة بين ممارسات التصميم للشركات في المستويات الخمس المذكورة أعلاه، وتوصلت إلى النتائج التالية:
وجود علاقة مباشرة وطردية بين نسبة الفوائد والأرباح ودرجة الإعتماد التنظيمي للتصميم في الشركة.
ثلاثة أرباع الشركات حسنت رضا العملاء والمنتجات من خلال التصميم، حيث أن فرق التصميم كان لها تأثير على:
جودة المنتجات ورضا العملاء .
كفاءة العمل وانتاجية الموظفين
زيادة الارباح والايرادات وتوفير بالتكاليف.
ارتفاع مكانة الشركة بالسوق (ارتفاع اسهمها دخولها أسواق جديدة وكسب براءات اختراع )
لا يعتبر حجم الشركة أو عدد موظفي فريق التصميم فيها مؤشر لإدراكهم بتأثير التصميم على العمل، فنسبة تواجد الشركات الصغيرة في المستوى الخامس تفوق نسبة الشركات الكبيرة حيث أن الشركات الكبيرة تحتاج أن تدرس وتركز بشكل خاص حول دمج التصميم في استراتيجيتها، بالإضافة للتركيز على التعاون والتجارب والقياس بشكل أوسع، على عكس الشركات الصغيرة والتي لا يزيد عدد موظفيها عن 10 أشخاص، حيث يسهل عليهم مواجهة التحديات وادماج التصميم باستراتيجية العمل بشكل اسرع.
تختلف الشركات باختلاف نوع صناعاتها بإدراكها لتأثير التصميم على عملها، حيث تتصدر المستوى الخامس شركات الرعاية الصحية وقطاع الأدوية، وتكنولوجيا المعلومات ، والإعلانات ، والنقل ، والسيارات، بينما تتخلف عن المستوى الخامس مجالات التعليم ، والمنظمات غير الربحية ، والتجزئة ، والسلع الاستهلاكية المعمرة ، والمصرفية.
كما تختلف الشركات لمستوى إدراكها بتأثير التصميم على عملها باختلاف المناطق حول العالم، حيث تتصدر المستوى الخامس أوروبا وأمريكا الشمالية، بينما تقع منطقة آسيا والمحيط الهادئ (الشرق الأوسط) بالمنتصف بين المستوى 2-3 ، وتقبع أمريكا اللاتينية بالمستوى الأول والأقل إدراكاً، كما أن هناك أمور لها تأثير مباشر في مدى اعتماد الشركات للتصميم في استراتيجية أعمالها مثل:
خال ومشاركة أصحاب المصلحة الرئيسيين والموظفين والتنفيذيين.
المشاركة في أبحاث المستهلكين والإستفادة من نتائجها.
التطوير المشترك للأفكار والمنتجات.
دمج التصميم في كل خطوة من خطوات صنع القرار.
تمتلك الشركات الأعلى إدراكاً بتأثير التصميم على أداءها أمراً مشتركاً بتركيزها على ثلاثة أمور وهي:
الأشخاص الذين هم أساس قدرتها على الإنتاج بتوفير كل ما من شأنه خدمة فريق التصميم داخلها.
الممارسات التصميمية القائمة على فهم العملاء واحتياجاتهم والتجريب والقياس وتصميم استراتيجيات لتطبيق قوة التصميم على أولويات العمل الأساسية مثل التحول الرقمي.
التمكين والصلاحيات لفريق التصميم ضمن جميع عناصر الشركة ليكون أكثر فعالية وتأثير، فالإستثمار بالتصميم سيؤثر على المحصلة النهائية للشركة بشكل مباشر وملموس على الإيرادات إذا أولته الإهتمام وجعلته في مركز الصدارة ضمن أنظمتها بالتخطيط والتنسيق والدعم المستمر.
للإطلاع على كامل التقرير الخاص بالدراسة The Design Meturity
كتبه: عزة علي