التصميم أكبر من التصميم الجرافيكي .. وأشياء أخرى
عبدالله الجهني - 11-02-2019
التصميم أكبر من التصميم الجرافيكي .. وأشياء أخرى
مدة القراءة المتوقعة: 2:07 دقيقة
التصميم أكبر من التصميم الجرافيكي
عند ذكر التصميم دائماً ما يحضر في المخيلة عمل المصمم الجرافيكي. ذلك الجزء البصري والعمل على أحد برامج التصميم كالفوتوشوب مثلاً. وهذه الصورة وهذا الفهم القاصر عن التصميم هو أحد أهم الأسباب التي حدّت من الإستفادة من التصميم كمنهجية وطريقة تفكير وأداة عظيمة للإبتكار وصنع حلول إبداعية.
حسناً هذا لا يعني أن التصميم الجرافيكي سيء مثلاً لكن يجب أن نعي ونوعّي أيضاً أن التصميم أكبر من مجرد تخصص التصميم الجرافيكي. التصميم كمفهوم هو المنهجية التي نتبعها لتحويل أفكار مجردة وإعتقادات وأفتراضات إلى منتجات تحل مشكلة، تغطي إحتياج وتحقق هدف. وهذه المنهجية وطريقة التفكير يمكن إستخدامها في التصميم الجرافيكي لحل مشاكل أو تحقيق أهداف كتصميم بروشور لتحقيق هدف الدعاية أو تصميم شعار لخلق صورة ذهنية عن منتج أو شركة معينة. وكذلك يمكن إستخدام التصميم كمنهجية لحل مشاكل أكبر كحل مشكلة تخزين أو الإستفادة من مساحة غرفة في التصميم الداخلي، أو كتحقيق تجربة جميلة عند إستخدام موقع أو تطبيق معين كما في تصميم تجربة المستخدم، أو حل مشكلة فئة معينة عبر منتج ما كما في تصميم المنتجات، أو حل مشكلة إجراءات معينة وتبسيطها كما في تصميم الأنظمة … إلخ.
التصميم هو الأداة لا الشكل البصري الفني الظاهري .. التصميم أكبر من التصميم البصري :)
التصميم يعني التقليل من الهدر
التصميم كمفهوم في جوهره يتضاد تماما مع الإستغراق في التخطيط المبني على مجرد تصورات مسبقة. أن تفكر وتعمل كمصمم يعني أن تستغل كل ما في يدك من وقت وموارد في بناء نماذج أوليه بسيطة غير مكلفة تختبر من خلالها صلاحية أفكارك وإفتراضاتك والحلول التي تريد أن تقدمها. هذه النماذج ستوفر وقتك ومالك وجهدك وستعطيك الفرصة لقياس مدى صلاحية حلولك ومدى إتساق القيمة التي ستقدمها مع إحتياجات فئتك المستهدفة. هذه الميزة في التصميم عظيمة جداً لأنها ببساطة تعني التقليل من هدر الوقت حتى يصل المنتج لأيدي المستخدمين وبالتالي معرفة رأيهم فيه، تعني التقليل من الهدر في المال والجهد والموارد المستثمره في حل قد لا يُقبل ببساطة.
فهم هذه القيمة لوحدها عن التصميم أظنها كافية لتجعل من التصميم أداة أساسية لكل من يقدم أي حل في أي مجال.
التصميم يعني الإبتكار
كمصمم قدرتك على طرح الأسئلة الصحيحة أكبر بكثير من قيمة معرفتك للإجابات من البداية. والحقيقة أننا لو عدنا لجوهر التصميم كطريقة تفكير فإنها تشجع إلى أن تدخل عملية التصميم بعقلية عدم معرفة الإجابه الصحيحة، بل تدعوك إلى طرح المزيد من الأسئلة و الغوص أكثر في المشكلة بصفر تصورات مسبقة حتى تعطيك مساحة أكبر لفهم المشكلة المراد حلها، فهم السياق الذي تتواجد فيه المشكلة، وفهم الفئة المتأثرة بالمشكلة وكيف تعاملهم معها.
هذا الفهم يعني أنك لن تركن إلى الحلول البديهية التقليدية التي غالباً تكون في متناول كل أحد فكر في المشكلة. بل ستعطيك معرفة عظيمة ستقودك إلى حلول أكثر إبداعاً من منظور جديد ومن زوايا غير تقليدية.
القيمة في الحل لا في الشكل
يخطئ الكثير من المصممين بالإعتقاد بأن الهدف من تواصل أي عميل محتمل معهم يأتي من رغبة هذا العميل في الحصول على الجمال المجرد. الحقيقية هي أن الجمال مجرد رغبة ثانوية للوصول إلى هدف أعمق. الهدف هو حل مشكلة لديه. وتتعدد المشاكل بحسب العميل قد يكون الوصول إلى فئة جديدة، أو تحسين صورة ذهنية أو الحصول على وظيفية أفضل أو حتى بناء مشروع أو نظام أو ثقافة جديدة.
وبالمناسبة قد يكون العميل غير واع لهذا العمق وربما تحتاج أنت كمصمم إلى قيادة عملية إستكشاف للقيمة للوصول إلى الأهداف الرئيسية التي تتجاوز قشرة الجمال فقط.
القيمة الحقيقية للتصميم وللمصمم هي في الحصول على حل وظيفي إبداعي مميز وجزء من العملية هي أن يكون الحل جميلاً حتى تكتمل تلك القيمة.