دليلك المبسط لبناء استراتيجية البراند: الخطوات والأدوات

عبدالله الجهني - 06-04-2024

دليلك المبسط لبناء استراتيجية البراند: الخطوات والأدوات

مدة القراءة المتوقعة: 5:30 دقائق

 

في عالم الأعمال المعاصر، يعتبر بناء استراتيجية البراند أمرًا ضرورياً لنجاح أي شركة حيث تعتبر العلامة التجارية للشركة (البراند) هوية فريدة تميزها عن منافسيها، وتعكس قيمها ورؤيتها. وبناء استراتيجية البراند ليس مجرد اختيار شعار أو ألوان، بل هو عملية شاملة تستند إلى تحليل عميق للسوق والجمهور وتحديد أهداف محددة تسهم في تحقيق رؤية الشركة. في هذا المقال، سنقدم دليلًا مبسطاً حول كيفية بناء استراتيجية البراند وتطويرها بشكل فعّال.

الخطوة الأولى : تحليل السوق والمنافسة

تحليل السوق والمنافسين هو الأساس الذي يبنى عليه أي استراتيجية براند ناجحة. و يساعد هذا التحليل على فهم المحيط الذي تعمل فيه الشركة، ويشمل تحليل العوامل الخارجية والداخلية التي قد تؤثر على أداء البراند.

ويمكن العمل عليه من خلال النقاط التالية

  • تحليل العوامل الخارجية:

يشمل هذا الجانب دراسة الاتجاهات الصناعية، مثل التطورات التكنولوجية والتغيرات في سلوك المستهلكين. وكذلك أيضًا مراقبة الاتجاهات الاقتصادية والسياسية التي قد تؤثر على سوق المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركة.

  • تحليل العوامل الداخلية:

يتعلق هذا الجانب بتقييم قوة وضعف الشركة، وفهم مواطن القوة التي يمكن الاعتماد عليها للتنافس بنجاح في السوق، والنواقص التي يجب تحسينها. و يشمل تحليل العوامل الداخلية أيضًا دراسة أداء المنافسين المباشرين وغير المباشرين لتحديد الفرص والتهديدات.

من الأدوات التي يمكن استخدماها في هذه الخطوة:

  1. تحليل SWOT (تحليل القوة، الضعف، الفرص، التهديدات): تساعد هذه الأداة في تحديد القوى والضعف والفرص والتهديدات الداخلية والخارجية المؤثرة على المشروع.

  2. تحليل PESTLE: يساعد في تحليل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والقانونية والبيئية التي تؤثر على المشروع والسوق الذي يعمل فيه.

الخطوة الثانية : تعريف الهوية والقيم

تعريف هوية البراند والقيم التي تمثلها هو الخطوة التالية في بناء استراتيجية البراند. ويمثل هذا التعريف الجوهر الحقيقي للبراند وما يجعله مميزًا عن الآخرين، ويمكن العمل عليه من خلال النقاط التالية:

  • تحديد رسالة البراند:

من المهم جداً أن يتم تحديد رسالة قوية وملهمة للمشروع تعبر عن رؤيته و الغاية التي وجد من أجلها في السوق، و من المهم أيضاً أن تكون هذه الرسالة واضحة وملهمة للعملاء وتشجعهم على التفاعل مع البراند وتجربته.

  • تحديد الميزة الفريدة للبراند:

تحديد الجانب الذي يميز علامتك التجارية عن منافسيها في السوق. ويتم ذلك عن طريق هي الخاصية أو الفوائد التي لا تتوفر لدى أي منافس آخر والتي تجعل علامتك التجارية فريدة ومميزة. قد تكون الميزة الفريدة مرتبطة بمنتج معين، أو بخدمة من خلال الجودة، أو الابتكار، أو التصميم … الخ.

  • تحديد القيم:

يتعلق تحديد القيم بتحديد المبادئ والمعتقدات التي توجه وتقود أعمال الشركة وتشكل أساس هويتها والتي يجب على الشركة أن تعكسها في جميع جوانب عملها وتواصلها مع العملاء.

من الأدوات التي يمكن استخدامها في هذه الخطوة:

  1. نموذج Simon Sinek "Start With Why": نموذج ثوري يساعد في تحديد الغاية والرؤية الأساسية للشركة، وهو البند الأساسي لتحديد رسالة البراند.

  2. نموذج Brand Essence Wheel: يساعد في تحديد الجوانب الرئيسية للبراند، مثل الشخصية والقيم والرؤية.

الخطوة الثالثة: تحديد الجمهور المستهدف

تحديد الجمهور المستهدف هو خطوة مهمة جذاً لضمان توجيه الجهود التسويقية والاتصالية بشكل فعّال نحو الفئات الأكثر استجابة ويمكن العمل على ذلك من خلال النقاط التالية:

  • تحليل العملاء المحتملين:

يشمل هذا التحليل دراسة عمر العملاء، وجنسهم، ودخلهم، وهواياتهم، واحتياجاتهم، وتفضيلاتهم الشخصية. وتساعد هذه المعلومات في تحديد الجمهور الأنسب للبراند.

  • تحليل السلوك الشرائي:

يتضمن هذا التحليل فهم سلوك العملاء عند اتخاذ قرارات الشراء، يشمل ذلك معرفة الاحتياجات والمشاكل التي يحاول العملاء حلها من خلال منتجات أو خدمات البراند، وكذلك التأثيرات النفسية والاجتماعية والثقافية على سلوك الشراء.

تحديد الشرائح السوقية:

يعني تحديد الشرائح السوقية تقسيم السوق إلى مجموعات صغيرة تشترك في سمات معينة، مما يسهل استهدافها برسائل تسويقية مخصصة.

من الأدوات التي يمكن استخدامها في هذه الخطوة:

  1. بحث السوق والاستطلاعات: يمكن استخدام أدوات الاستطلاعات ودراسات السوق لفهم أفضل لاحتياجات وتفضيلات الجمهور المستهدف.

  2. تحليل بيانات Google Analytics و Social Media Insights: توفر هذه الأدوات بيانات قيمة حول سلوك الجمهور عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

الخطوة الرابعة: تطوير المحتوى والتصميم

تطوير المحتوى والتصميم الذي يعكس هوية البراند ويتوافق مع احتياجات الجمهور المستهدف مما يسهم في بناء صورة إيجابية للبراند ويمكن العمل على ذلك من خلال النقاط التالية:

  • إنشاء محتوى متناسق:

يجب أن يكون المحتوى متناسقًا مع هوية البراند ورسالته الأساسية. ومن المهم ضمان أن جميع المحتوى، بما في ذلك الموقع الإلكتروني والإعلانات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يعكس الهوية المراد تمثيلها وقيمها ورسالتها

  • اختيار التصميم الملائم:

من المهم أن يكون التصميم ملائمًا للجمهور المستهدف ويتوافق مع أسلوب البراند ويشمل ذلك اختيار الألوان والخطوط والصور التي تعكس شخصية وقيم البراند.

  • تطوير تجربة المستخدم:

تطوير تجربة المستخدم يعني تحسين وتهيئة الطريقة التي يتفاعل بها العملاء مع منتجات البراند أو خدماته، بحيث يكون هذا التفاعل سلسًا وممتعًا للمستخدمين مما يحقق رضا العملاء و يبني علاقات قوية ومستدامة معهم.

من الأدوات التي يمكن استخدامها في هذه الخطوة:

  1. منصات تصميم الجرافيك مثل Canva وAdobe Spark: توفر أدوات سهلة الاستخدام لإنشاء محتوى جذاب وملهم يعكس هوية البراند.

  2. أنظمة إدارة المحتوى (CMS) مثل WordPress و Squarespace: توفر هذه المنصات قوالب متخصصة وأدوات تحرير تسهل عملية إنشاء وإدارة المحتوى للمواقع الإلكترونية.

الخطوة الخامسة: بناء العلاقات مع العملاء

بناء علاقات قوية مع العملاء يساهم في تعزيز الولاء للبراند وزيادة فرص التفاعل المستقبلية ويمكن العمل عليه من خلال النقاط التالية:

  • توفير خدمة العملاء الممتازة:

من المهم جداً أن تكون خدمة العملاء على أعلى مستوى من الجودة والاحترافية، مع التركيز على تلبية احتياجات العملاء وحل مشاكلهم بفعالية.

  • التواصل الفعّال:

التواصل بانتظام مع العملاء عبر القنوات المختلفة، سواء كان ذلك عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، والاستماع إلى ملاحظاتهم واقتراحاتهم بما يتسق مع هوية البراند و خصائصه المميزة.

الأدوات التي يمكن استخدامها في هذه الخطوة:

  1. نظام إدارة العلاقات مع العملاء (CRM) مثل Salesforce وHubSpot CRM: يساعد في تتبع تفاعل العملاء مع البراند وتحسين التفاعل معهم.

  2. أدوات التسويق البريدي الإلكتروني مثل Mailchimp وConstant Contact: تسمح بإنشاء حملات تسويقية مستهدفة وتتبع استجابة العملاء.

الخطوة السادسة: قياس الأداء وتعديل الاستراتيجية

قياس الأداء وتعديل الاستراتيجية باستمرار يساعد على ضمان استمرارية نجاح البراند والتكيف مع تغيرات السوق ويمكن العمل عليها من خلال النقاط التالية:

  • استخدام مؤشرات الأداء:

تحديد مجموعة القياسات والمؤشرات الرقمية لتقييم أداء البراند وقياس فعالية الجهود التسويقية مثل معدل الانتشار ومعدل الاستجابة ومستوى الرضا العام للعملاء والذي بدوره يساعدفي فهم مدى تأثير استراتيجية البراند على السوق وعلى سلوك العملاء، ويمكنه توجيه اتخاذ القرارات الاستراتيجية بشكل أفضل.

  • تحليل البيانات:

من المهم جدا جمع البيانات حول أداء البراند و من ثم تحليلها بانتظام لفهم أداء البراند وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين أو تعديل.

  • تعديل الاستراتيجية:

العمل على مراجعة و تعديل استراتيجية البراند بناءً على البيانات والتحليلات، سواء كان ذلك من خلال تحسين العمليات الداخلية أو تعديل التوجهات التسويقية.

الأدوات التي يمكن استخداماها في هذه الخطوة:

  1. مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs): يتم تحديد KPIs بناءً على أهداف البراند، مثل معدل الانتشار ومعدل التحويل ومستوى الرضا العام للعملاء الخ.

  2. أدوات تحليل البيانات مثل Google Analytics وHotjar: توفر بيانات محددة لقياس أداء الموقع وفهم سلوك الزوار وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.

Abdullah Aljohani