شيء واحد كبير: طريقة بسيطة للإنجاز أكثر بتخطيط أقل

لطالما كنت مغرما بفكرة قوائم المهام ( To-do lists ) وهو في الحقيقة أمر غريب أن تمتلك اهتمام حوله.
لكن الأمر حقيقي. قرأت كتاب Getting Things Done في عام 2015 وقد أصبح هذا الكتاب مرشدي وملهمي. وقمت أيضاً بإلقاء حديث عن الإنتاجية في مؤتمر SXSW 2009. حتى أني قمت بتصميم وبناء تطبيق خاص بقوائم المهام مع صديقي Taylor Hughes.

لكن بعد ٦ أو ٧  سنوات من الإهتمام بقوائم المهام ، لاحظت وجود مجموعة من المشاكل في توجهي هذا. على سبيل المثال، الأمور الأكثر أهمية التي أنجزتها لم تكن موجوده أبدا في أي من قوائم المهام خاصتي. بل ان أفضل أعمالي تحدث عندما أمضي ساعات في الإسترسال، وأكون شديد التركيز على مهمة وحيدة. هذه المشاريع لم تحتج إلى تقسيمها و تشريحها لمهام صغيرة و لم تحتج إلى إدارة، كل ما احتجته هو أن أفرغ جدولي لهذه المشاريع والقيام بها.

وعلى النقيض من المهام الكبيرة، لاحظت أن قوائم المهام خاصتي تحتفي وتكرم المهام الصغيرة. 
تفقد صندوق ( المهام المنجزه ) يشعرك بالسعادة، وإن أمضيت أيامك في نشاطات صغيرة فبالتأكيد ستتفقد هذا الصندوق كثيراً. ولكن في نفس الوقت فقائمة المهام لم تنجز بالكامل أبداً.

في الحقيقية وجدت أني احتجت إلى نظام جديد. وفي يوم ما سنة ٢٠١٤ قفزت الفكرة: سأتخلى عن المهام الصغيرة وأركز تخطيطي على الأمور الكبيرة، تلك المشاريع المهمة ذات المعنى والتي تنتج قيمة حقيقية.

قمت بأخذ ورقة ملاحظات وقلم وكتبت شيء واحد كبير كنت أخطط لإنجازة ذلك اليوم. وأضفت مجموعة من الأشياء الصغيرة الأخرى في أسفل ورقة الملاحظات فقط في حال توفر لدي وقت اظافي. وأسميت نظامي هذا ( شيء واحد كبير ).

 

لأسابيع عدة استخدمت نظامي هذا لتخطيط أيامي. كل صباح أراجع صندوق الوارد الخاص بي، متتبع، والتقويم. ومن ثم أكتب الشيء الكبير لذلك اليوم. وقد أقتنعت بجودة النظام لذلك قمت بمشاركته على تويتر.

هذه التغريدة أصبحت مشهورة جداً. فقد حققت ١٥٠٠ إعجاب في وقت قصير جدا - أكثر ب ١٠ أضعاف من ثاني أشهر تغريدة لي - فعرفت حينها أني في الطريق لشيء ما عظيم.

والان Nick Burka أصدر تطبيق أيفون اسمه One Big Thing والذي كان تحسين لورقة الملاحظات المتواضعه.

ومن لحظة التغريدة في عام ٢٠١٤، هذه الطريقة أصبحت فلسفة شخصية بالنسبة لي. حيث أني لا أستخدم النظام فقط لتخطيط أيامي، بل الأسابيع والأشهر أيضاً. وإليكم جوهر الأفكار خلف هذه الفلسفة.

 

 

١- تعدد المهام خرافة

البحوث واضحة: ما نفكر فيه على أنه تعدد المهام ما هو إلا تبديل ذهاب وعودة بين المهام. التبديل هذا يستهلك طاقة، وهذه الطاقة هي ما نحتاجة بالتحديد لصنع تقدم ذا معنى في الأعمال المهمة. نظام ( شيء واحد كبير ) يشجعك على جمع تلك الطاقة و صرفها على عدد أقل من المشاريع الكبيرة.

 

 

٢- يمكنك فقط التركيز لفترة معينة

التركيز أمر أساسي لصنع عمل بجودة. لكننا نحن البشر نمتلك محدودية ملفته للنظر فيما يخص الأعمال المركزة. ورقة بحثية لـ K. Anders Ericsson نشرت سنة ١٩٩٣ تشرح أن معظم الناس قادرين فقط لما بين ساعة إلى أربع ساعات من العمل المكثف والمركز في اليوم. نظام ( شيء واحد كبير ) يساعدنا على صرف هذه القدرة على المهام الأكثر أهمية، وفي نفس الوقت تبقينا صادقين حول ما نحن قادرين على إنجازه.

بصراحة تامة، نحن لن ننهي أكثر من شيء واحد كبير في اليوم. التوقعات غير الواقعية للأيام الماراثونية من المهام الكثيرة التي عليك  انجازها ما هي إلا وصفة لعدم الرضا. توجه أكثر ذكاء هو أن تستخدم طاقتك الثمينة لإنهاء مهامك الأكثر أهمية في تلك الأيام. ثم استخدام ما تبقى من الوقت في تلك الأيام لمعالجة المهام الأصغر والأقل تطلباً. نظام ( شيء واحد كبير ) صمم حول هذه الطريقة من العمل.


 

٣- التركيز يحسّن حياتك

قد يبدو الأمر مغالى فيه، لكن في الحقيقة هناك برهان جيد يثبت صحته. في كتاب Rapt يشرح Winifred Gallagher كيف أن تجارب حياتنا مبنيه على الأشياء التي نركز عليها وليس ظروف حياتنا. Cal Newport أخذ الأمر خطوة أخرى للأمام ليشدد على أننا لو اخترنا التركيز على ( الأعمال العميقة ) فإننا سوف نأسس لأنفسنا حياة ذات ثراء في المعنى والأهمية.

 

أنا أؤمن بذلك، عندما أركز بعمق على مشروع مهم ( مثل كتابة Sprint في 2015 ) فأنا أكون بحال أكثر سعادة. والجودة العامة لحياتي تتحسن. وليس الأمر فقط الشعور بالتقدم و الإنتهاء من الأعمال بشكل جيد بل إن التركيز الشديد على أمر واحد كبير فقط يجعل من السهل تجاهل الإهتمامات التافهة والسلبية والتي كان من الممكن أن تثقل ذهني.

 


المقال الأصلي: invisionapp.com
ترجمه بتصرف: عبدالله الجهني